تحولات الديناميكية الحضرية الداخلية لمدينة باتنة في ظل ازدهار أنشطتها التجارية Mutations in the internal dynamics of the urban city of Batna in the shadow of the growth of its business

Abstract

The Algerian cities have been known during the last 10 years as an unprecedented development in their commercial activities due to the political shift from the state economy to the market economy The commercial activity is one of the most important elements for the continuity of the urban life and the organization of their dynamics Founded during the colonial period the city of Batna is located in the heart of the Auresse It has become after 150 years a metropolis that has a population of with 240000 inhabitant The commercial activity has dramatically increased that it gave the city the commercial vocation Through the analysis of the state of commercial buildings in each neighborhood and the general organization of the population dynamics in the context of the current state of the central business we have the following results The shift of a large number of commercial establishments that specialize in certain types of activities from downtown toward the area and the periphery Bouakal The movement of people from other neighborhoods to downtown is due mainly to poor spatial distribution of activities characteristics of urban transportation that converge to this point and the social habits of its inhabitants Finally in light of the study of the role of business in the organization of urban internal dynamics we managed to imagine futuristic scenarios of urban dynamics Then all attempts to reorganize shift or control of this dynamics will be made by manipulation of the central business of our city

شهدت المجالات الحضرية بالجزائر، خلال العشرية الأخيرة، تحولات كبيرة نتيجة التحول الجذري لمسار السياسة العليا للبلاد، بدخولها في نظام اقتصاد السوق ومن سمات هذا التحول، الكم الهائل من المبادرات الفردية التي قامت بتشغيل أموال ضخمة في الأنشطة الحضرية المختلفة، والتي من أكثرها استقطابا الأنشطة التجارية، وهو ما تؤكده الإحصاءات الرسمية لعدد السجلات التجارية المقيدة، حيث تضاعف عدد أصحاب المحلات التجارية خلال هذه الفترة المتوافقة مع فترة الانفتاح على اقتصاد السوق ونظرا لكون الاستخدامات التجارية تلعب دورا في تنظيم الديناميكية الإقليمية، نتيجة لتخصص بعض المدن في نشاطات تجارية معينة، فهي أيضا إحدى العناصر الأساسية والضرورية في استمرار الحياة الحضرية بين الأحياء، من خلال قدرتها على تنظيم تدفقات الزبائن، حسب تأثير قوى الجذب التجاري لكل حي التي تزيد شدتها بزيادة تخصص البنية التجارية لهذا الحي مدينة باتنة، التي نشأت في عهد الاحتلال الفرنسي هي إحدى أهم المدن الداخلية تتميز بموقعها الوسطي على سطح منبسط، أنشئت لهدف أساسي هو تمكين المستعمر الفرنسي من إحكام سيطرته ومراقبته للمجال الرابط بين السهول العليا القسنطينية في الشمال، وبين إقليم واحات الزيبان في الجنوب أصبحت بعد مرور 150 سنة مدينة كبيرة يسكانها ما يزيد عن 240 ألف نسمة وقد أضحت الوظيفة التجارية من بين أهم وظائفها الجهوية خاصة وأن سكانها بمختلف مستوياتهم الاجتماعية، بسبب تنوع أنماط سلوكهم الاستهلاكي، وعاداتهم في التسوق، زادوا في ازدهار هذه الوظيفة، وخير دليل على ذلك، حجم الاستخدامات التجارية، التي تضم مزيجا متنوعا من الأنشطة، التجارية الراقية، والبسيطة وحتى محلات التي يرتبط ازدهارها بالمواسم والأعياد، فضلا عن سرعة تطور هذه الاستخدامات لقد تمخض البحث عن المركزية التجارية، التي تمثل عنصرا رئيسا في فهمنا لاتجاهات الديناميكية التجارية داخل المدينة إلى أنه قد حدث خروج عدد كبير من محلات أنشطة تجارية معينة، من مركز المدينة نحو الأطراف وذلك بتنقليها إلى كل من حي بوعقال الذي يقع في الجهة الجنوبية للمركز، والأطراف غير المندمجة بالمركز حيث بعدما كان مركز المدينة خلال فترة طويلة، يجسد المركزية الفعلية للوظائف التجارية، نتيجة لدوره التاريخي والاجتماعي فقد أدت مختلف التحولات التي حدثت خلال العشرية الأخيرة في الزحزحة المكانية لهذه المركزية، نحو توسعاتها الجنوبية إلا أن استمرار تنقل السكان من باقي الأحياء العمرانية نحو مركو المدينة، رغم توفر أحيائهم على محلات التجارة الجوارية التي تلبي احتياجاتهم اليومية، يعود أساسا إلى خلل في التوزيع المكاني لأصناف المحلات التجارية، وتركيز اتجاهات خطوط النقل الحضري نحوه بالإضافة إلى الروابط الاجتماعية والنفسية للسكان تجاه هذا المكان وفي الأخير، من خلال دراستنا لدور الوظيفة التجارية في تنظيم الديناميكية الحضرية داخل المدينة، أصبح بإمكاننا تصور سيناريوهات للوضعية المستقبلية لحركة وتدفقات السكان داخل النسيج الحضري، ومن ثمة فإن أي محاولة لتنظيمها، إعادة توجيهها أو التحكم فيها، يتطلب منا فقط التدخل في توجيه المركزية التجارية لمدننا